الأحد، 15 أغسطس 2021

أنت مني حيث لا تدري


هل علمتَ فؤادي إذ تصدَّع؟
هل أبصرتَ رسمة الدمع على الخد وأدركت المعنى؟
هل تسمع صدى الآهات وتشعر بلوعة المشتاق وتؤثر فيك القصائد وشفاعة العشاق؟!
هل تعلم إلى أيِّ مدًى بلغتني، وإلى أيِّ حالٍ صيَّرتني؟
هل نبئتَ عني إذ أُصبحُ ممسياً.. وأمسى ليلي مصبحاً؟!

أنت ليلي، أنجُمُه وبدرُه وعليله.. تمحو عن ثناياه شوائب الظلمة.
أنت شمسي، نورها ودفءُ لقياها وصبيحة إشراقها.. تبثُّ علي سر الحياة، وتشعل في داخلي حبَّها وتغرس في نفسي لذةَ الاعتصام بها.
أنت كل شيءٍ له معنًى.. وأنت الشيء الذي لا أستطيع فيه صوغ أي معنى.

حائر في نفسي، ومحيرةٌ ماهيتك.. عنوانك واضح، غير أنِّي عاجز عن الوصول إليه.
كلما سلكت درباً أتحسس فيه لك أثراً.. وجدت لك في كل ناحية أثراً ونبراساً حتى تشعبت بي المسالك واحترت في أي المسالك إليك أعبر.
وإذا وقفت منتظراً، هائماً شارداً، تعبت نفسي وتشتت تتابعك وتتبعك، خطوة خطوة، في كل لحظةٍ وأخرى.
فهلاَّ تأملت حالي، وعلمتَ أنك مني حيث لا تدري؟

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2013 مدونه همس القلم
تصميم : يعقوب رضا